منتديات الاسير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ليلة القدر والعشر الأواخر

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

ليلة القدر والعشر الأواخر Empty ليلة القدر والعشر الأواخر

مُساهمة من طرف أسير الشوق السبت سبتمبر 20, 2008 2:10 pm

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ،
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
ها قد بلغنا آخر المحطات ، وآن أوان الجد والاجتهاد ،
إننا في مرحلة ( وسارعوا ) و( سابقوا )
فأخرج كل ما بوسعك من جهد فالغنيمة عظيمة ،
والثمرة تستحق بذل الغالي والنفيس للحصول عليها ،
الثمرة هذه المرة ( ليلة القدر ) ] وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا
بإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [
اجتهد أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قبل موته
اجتهادًا شديدًا ، فقيل له : لو أمسكت أو رفقت بنفسك بعض الرفق ؟
فقال : إنَّ الخيل إذا أُرسلت فقاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها .
فجدَّ واجتهد ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا دخل العشر شد مئزره ، و أحيا ليله ، و أيقظ أهله
.[ متفق عليه ] ، وكانت أمنا عائشة تقول :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر
مالا يجتهد في غيره .[ رواه مسلم ] ،
فإياك أن تكون من المحرومين : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
] إن هذا الشهر قد حضركم ، وفيه ليلة خير من ألف شهر ،
من حرمها فقد حرم الخير كله ، و لا يحرم خيرها إلا محروم
[ ‌[رواه ابن ماجه وحسنه الألباني ]
وكيف لا يُحرم الخير كله ؟ وهي أعظم ليالي الدهر ،
ليلة مباركة العمل فيها يضاعف أكثر من العمل في ألف شهر ،
ليلة تضيق فيها الأرض من كثرة الملائكة ،
ليلة الشرف من تحرَّاها صارت له المنزلة عند الله ،
ليلة يباهي الله فيها الملائكة بعباده الصالحين ،
و فيها يقدر الله تعالى لملائكته جميع ما ينبغي
أن يجري على أيديهم من تدبير بني آدم ومحياهم ومماتهم
إلى ليلة القدر من السنة القابلة ،
وهي ليلة سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا
ولا يحدث فيها أذى ، وهي سبب للسلامة والنجاة من المهالك يوم القيامة ،
فقد قال صلى الله عليه وسلم : '
من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه [ [ متفق عليه ]
وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بتحريها في أوتار العشر الأواخر من رمضان ،
وكان سلفنا الصالح يحتاطون فيتلمسون
ليلة القدر في جميع ليال العشر .
والصحيح في علامتها ، أنْ تشرق الشمس يومها لا شعاع لها ،
فقد قال صلى الله عليه وسلم : ] ليلة القدر ليلة سمحة
طلقة لا حارة و لا باردة ، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء
[ [ رواه البيهقي في سننه وصححه الألباني].
وكان صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان
وفي العام الذي قبض فيه صلى الله عليه وسلم اعتكف عشرين يوماً
طلبًا لهذه المنحة الربانية العظيمة ، فالمقصود من الاعتكاف :
تحري ليلة القدر ، و الخلوة بالله عز وجل ،
والانقطاع عن الناس ما أمكن حتى يتم الأنس بالله عز وجل
وذكره ، وإصلاح القلب ، فإذا كان بإمكانك الاعتكاف فلا تدعه
فإنَّه سنة مؤكدة عن رسول الله r ،
وإن لم يكن بإمكانك فلا أقل من المكث طيلة الليل
في المسجد للصلاة والذكر والدعاء ،
فعساك توفق لليلة القدر فتجدك الملائكة مقيمًا
على طاعة في بيت من بيوت الله ، وهذا – لا ريب – أدعى للرحمة .
نصائح العشر :
(1) لا نوم في ليالي العشر :
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم
يحيي ليالي العشر وهذا بالتهجد فيها والصلاة .
(2) أعن الأهل على العمل الصالح .ففي حديث أبي ذر
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قام بهم ليلة ثلاث وعشرين ،
وخمس و عشرين ذكر أنه دعا أهله و نساءه ليلة سبع و عشرين خاصة ،
و هذا يدل على انه يتأكد إيقاظهم في أكد الأوتار التي ترجى فيها ليلة القدر .
قال سفيان الثوري : أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر
أن يتهجد بالليل و يجتهد فيه ،
و ينهض أهله و ولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك .
(3) أكثر من الدعاء فيها : فقد أمر النبي r أم المؤمنين عائشة بالدعاء فيها .
قالت عائشة - رضي الله عنها - للنبي r : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها قال
: ] قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني [.
وكان سفيان الثوري يقول : الدعاء في تلك الليلة أحبُّ إليَّ من الصلاة ،
و إذا كان يقرأ ، وهو يدعو ، ويرغب إلى الله في الدعاء و المسألة لعله يوافق .
فكثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء ،
و إن قرأ و دعا كان حسناً .
(4) تطهير الظاهر والباطن : فقد كان السلف يستحبون أن يغتسلوا
كل ليلة من ليالي العشر الأواخر ،
و منهم من كان يغتسل و يتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر ،
فلا يصلح لمناجاة الملك في الخلوات إلا من زين ظاهره و باطنه .
(5) ليلها كنهارها لا تغفل عن ذلك ، فقد ذهب بعض السلف
إلى اعتبار ليلة القدر كنهارها في لزوم الاجتهاد في العمل الصالح .
قال الإمام الشافعي: استحب أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها .
وهذا يقتضي استحباب الاجتهاد في جميع زمان العشر الأواخر ليله ونهاره .
(6) من أشرف العبادات التي تتقرب إلى الله بها في هذا الوقت
' التبتل ' أي الانقطاع إلى الله ، قال تعالى :
] وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا [ [ المزمل : 8-9 ]
ففرِّغ قلبك له ، فلا جدال ، لا مناقشات ، لا اختلاط فاحش ،
أغلق الهاتف ، وانس همومك ، ودع مشاغلك ،
عليك بالانفراد بنفسك والتحلي بمناجاة ربك وذكره ودعائه .
(7) تحسس قلبك ، راقب نيتك ، فنية المرء خير من عمله ،
فاحتسب وتقرب .
(Cool تذكر أنه على قدر اجتهادك ستكون منزلتك ،
فلا تدع بابًا للخير إلا طرقته ،
وتنوع الطاعات علاج لطبيعة الملل عند الإنسان .
(9) عليك بالمجاهدة والمعاناة مع الصبر والاصطبار قال بعضهم
: من أراد أن تواتيه نفسه على الخير عفواً فسينتظر طويلاً
بل لابد من حمل النفس على الخير قهراً .
(10) قلل من كلامك ، فأحصِ عدد كلماتك في اليوم والليلة
فعليك بهذه الأمور ، فعليك بالصمت ، فمن صمت نجا .
(11) تذكر هذا زمان السباق ، فلا ترضَ بالخسارة والدون :
قال أحدهم : لو أنَّ رجلاً سمع برجل هو أطوع لله منه فمات ذلك الرجل غمَّا
ما كان ذلك بكثير . فهل ترضى بهذا الحرمان ،
يفوز الناس بالمغفرة والرحمة والعتق وتضاعف أعمالهم ،
ويبغون الجنة ، وأنت في مكانك كبلتك الخطايا ، لا .. لا يمكن أن ترضى ،
لذلك ستجتهد حتمًا بإذن الله .
(12) أحسن الظن بالله ، فلو فاتك شيء قم واستدرك لعلك تعوضه ،
فإنَّه يمنع الجود سوء الظن بالمعبود ،
ولو أحسنت الظن بالله ستحسنُ العمل ، لأنك ستحبه حبًا عميقًا .
اللهم نسألك حبَّك ، وحبَّ من يحبك ، وحب كل عمل يقربنا إلى حبِّك .
(13) لتكن لك عبادات في السر ،
لا يطلع عليها إلا الله ، فهذا أدعى للإخلاص .
قال صلى الله عليه وسلم : ] صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس
تعدل صلاته على أعين الناس خمسا و عشرين
[ [ رواه أبو يعلى وصححه الألباني ]
(14) اجمع بين الكم والكيف ، نريد أعمالًا ضخمة فذة كبيرة ،
لم تصنعها في عمرك ، هذا العام ستقوم بها ،
نعم ستقوم بها ، فهي علامة صدقك في طلب رضا الآخرة ،
وابتغائك ما عنده من الخير العميم ،
ولن ترضى عن نفسك حتى تصنع أقصى ما تستطيع ،
وبعدها ستقول : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك .

فاللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا .
أسير الشوق
أسير الشوق
مشرف

عدد الرسائل : 197
تاريخ التسجيل : 15/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ليلة القدر والعشر الأواخر Empty رد: ليلة القدر والعشر الأواخر

مُساهمة من طرف المظلـ@ـوم... السبت سبتمبر 20, 2008 2:27 pm

جزاك الله خيرا ورفع درجتك عنده


تقبل مروري وتحياتي ,,,..

المظلـ@ـوم...
مراقب عام

عدد الرسائل : 393
تاريخ التسجيل : 16/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ليلة القدر والعشر الأواخر Empty رد: ليلة القدر والعشر الأواخر

مُساهمة من طرف .دمـ غـلا ـعة. السبت سبتمبر 20, 2008 3:31 pm

اسير الشوق

جزاك الله ألـ1000ـف خير...
ألف شكر لكـ على طرحكـ الرائع ..

تقبل مروري،،

تحيتي ,،,،,

لاعدمنا مواضيعكـ..
.دمـ غـلا ـعة.
.دمـ غـلا ـعة.
مشرف

عدد الرسائل : 366
السكن : الحــــــــ حيث ـــــــــــزن
تاريخ التسجيل : 16/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى